
قصة السندس
السندس قصة الانتماء.
أنا السندس وأمي اسمها فلسطين.
فلسطين الأم والأرض والوطن والهوية والتراث والمجد والعز والفخار.
فلسطين بلد الحضارات ومنشؤ الرسالات.
فلسطين الوطن السليب.
أمي فلسطين وبما أنني فلسطيني مغترب أحلم بالقرب من أمي أحلم بلقياها ولا أستطيع…
أحببت وأنا في الغربة أن أقتني بعضا من ممتلكاتها التي تذكرني بطلّتها البهيَة، أقتني بعضا منها لأضعها تحفة أمتَع بها ناظري، وأروي بها ظمأ الحنين.
سرت في بلد الغربة بل بلاد الغربة أسواقها… متاحفها… أزقتها… بيوتها… أسأل عن ثوب أمي تلك المناضلة التي كانت تلبس الثوب وتلفَ الحبرة على خصرها أبحث عن أي شيء … أي شيء ملابسها مقتنياتها واكسسواراتها…
تنهمر الدموع رقراقة كلما سألت عن الثوب الفلاحي أو الحبرة أو البشنيقة أو الملاية أنا أعرفها جيدا لكن لا أحد في هذه البلاد يعرفها أحدهم ضحك ساخرا مني حينما سألته عن ثوبها وأجابني: هل هذه أكلة أم ماذا؟؟!!
سرت القهقرى وقد لمعت في ذهني فكرة لكنني نسيتها مع الأيام.
إيه يا أمي فلسطين ما أجملك لكن الناس لم يعرفوك.
يوما ما كنت أسير في دولة أوربية أوه ماذا أرى!!!
رأيت كوفيَة أووووه إنَها كوفيَة جدّي الفلاَح الفلسطيني والمناضل المقاوم الذي يفدي أمي –وطنه- فلسطين بروحه وكل ما يملك، تحدَرت مني العبرات شوقا لرؤية جدي لم أره منذ زمن طويل، سألت البائع الأوربي ذا الشعر الأشقر والعيون الزرقاء كم قيمة هذه الكوفية الفلسطينية؟ فأجابني غاضبا ماذا قلت فلسطينية!! إنها كوفية إسرائيلية ولقد ورثتها صنعة لنا كابرا عن كابر، أنتم أعداء السامية وسرَاق التراث، لقد صفعني بكلامه وهز بدني بجوابه الأرعن! يالَلوقاحة.
قلت له إنك كاذب ونحن أهل الأرض؛ وما هذا إلا نهج جديد من أنماط سرقة الوطن وممتلكاته.
لم يرعني سمعه وولّى مدبرا..
عادت إلي الفكرة التي كنت قد فكرت بها قبل قترة حينما أجابني العربي الساخر عن سؤالي.
نعم حينها عقدت العزم على إنشاء وإطلاق السندس.
السندس متجر التراث الفلسطيني الأصيل.
نهدف لنشر التراث الفلسطيني وتوعية الناس بحقنا وتراثنا المسلوب والجميل.
فلسطين الآن دائما عندي.
أمي حبيبتي اليوم وبعد أن أطلقت السندس أكحل عيني صباح مساء برؤيتك.
سأعتني بك سأنشر للعالم أزياءك مطبخك تراثك جمالك.
سأحدث العالم أجمع عنك عن هويتك عن عراقتك.
وهذا وعد علي أقسمته على نفسي.