
تراثنا في خطر..تراثنا يُسرق
تراثنا مش للسرقة
لم يكتفي الإحتلال الصهيوني بسرقة أرضنا فقط، فبعد احتلاله لدولة فلسطين أطلق عليها اسم "اسرائيل" وقام بإلغاء اسم فلسطين المحتلة وقد تم اعتماد هذا الاسم بالخرائط على مستوى العالم أجمع، وإلى جانب سرقة الأرض والحضارة فهو يقوم بسرقة التراث أيضاً، ولا تكفّ دولة الاحتلال عن محاولاتها المستمرة لسرقة التراث الفلسطيني، ونسبته إليها واستغلال المحافل الدولية لإيهام العالم بأحقيتهم فيه.
هادفاً من وراء ذلك إلى طمس الهوية العربية والإسلامية للأراضي الفلسطينية، ومحاولاً إثبات حقه التاريخي المزعوم الذي لا تسنده أي وقائع أو آثار، عن طريق إخفاء المعالم الفلسطينية تماماً، ومحاولة تهويد الأماكن بتغيير ملامحها ووظائفها، فحتى المساجد القديمة قام بتحويلها إلى معارض أو كنائس يهودية.
ومن أبرز ما يحاول الإحتلال سرقته ونسبته له هو الأزياء الفلسطينية والأكلات الشعبيّة، من هذه المحاولات كان ظهور وزيرة الثقافة في الحكومة الإسرائيلية خلال مهرجان كان السينمائي بفستان يحمل صورة البلدة القديمة في القدس المحتلة، وقد سبقها محاولات كثيرة منها ارتداء مضيفات طيران الخطوط الجوية الإسرائيلية للثوب الفلسطيني المطرز بالقطبة الفلسطينية التي تعتبر من تراث الشعب الفلسطيني، ولم ينجحوا ولن تفلح محاولاتهم أبداً لأن التطريزعليها يدل على الأصول الكنعانية العربية لهذه الملابس، ومثلهم فعلت زوجة موشي ديان التي ارتدت في إحدى المناسبات العالمية ثوباً عربياً على أنه تراث إسرائيلي.
كما نسب الصهاينة عدة مأكولات فلسطينية تراثية إلى أنفسهم، من الفلافل إلى المسخن الذي صاروا يقدمونه ضمن الوجبات الشعبية لهم، وخاصة على متن الطيران الإسرائيلي "العال"، كما أنهم يدعون أن الخبز الموجود في القرى القديمة هو بالأصل إسرائيلي.
إضافة إلى صناعات الزجاج والرخام التي هي من العادات والتقاليد والمهن التي نقلها الفلسطينيون عن الكنعانيين والفينيقيين، بعكس اليهود الذين يثبت التاريخ أنهم ظلوا على الدوام يتأثرون بحضارات البلاد التي يسكنونها ولا يؤثرون فيها.
وآخر هذه السرقات وأحدث صيحات السطو الإسرائيلي على التراث الفلسطيني، منح المنظمون لمسابقة ملكة جمال الكون المقامة في دولة الاحتلال، إذناً للمشاركات فيها بارتداء الأثواب الفلسطينية.
وكخطوة استفزازية جديدة، تداولت صفحات ومواقع إخبارية إسرائيلية صوراً لعدد من المتسابقات وهُنّ يرتدين الأثواب الفلسطينية، ويقمن بإعداد أطباقٍ فلسطينية متنوعة كورق العنب والمعمول الفلسطيني.
وقد نشرت إحداهن على حسابها عبر موقع الإنستغرام عدداً من الصور التي جمعتها بأخريات وهُنّ يرتدين الأثواب الفلسطينية، ويقمن بإعداد الطعام الفلسطيني، معلقة: "نختبر الثقافة الإسرائيلية".
وفي الافتراء نفسه تظهر الفرق "الفولكلورية الإسرائيلية" في الحفلات العالمية بالزي الشعبي الفلسطيني وتؤدي رقصة الدبكة وتعزف "الشبابة والأرغول" وغيرها من الألحان الفلسطينية والعربية الأصيلة والشهيرة جداً وتحرفها ليتغنوا بها بلكنة عبرية.
ورداً على هذه الانتهاكات وغيرها من تطاولات الشعب الصهيوني وسرقاته لتراث شعبنا الفلسطيني العريق، لا بد لنا من التّمسك بتراث فلسطين والاعتزاز بهذه الحضارة العربية وتوارث تفاصيل تراثنا والفلكلور الشعبي الخاص بنا من أزياء شعبية كالثوب الفلسطيني للنساء والقمباز للرجال، أو الأكلات الشعبية الخاصة بنا مثل أطباق المفتول والمسخن أو دبكات ودحيات وأغاني تحمل الطابع الفلسطيني.
وإيماناً منا في السندس بمقولة "يجب أن نمارس تراثنا ليبقى ملكاً لنا"، فنحن نحرص كل الحرص على توفير الأثواب الفلسطينية بالتطريز الفلسطيني الفلاحي التي تعبر عن تاريخنا وحضارتنا لنحمل التراث الفلسطيني على أكتافنا ناقلينه عبر الأجيال التي لن تنسى، فتراثنا تاريخنا و"تراثنا مش للسرقة" ولن يكون.