هل ترغب بتسجيل الخروج؟

فكل منطقة تميّزت بتفاصيل معينة ومسمّيات محددة، تبعاً لطبيعة السكان والبيئة والمناخ واتصال المنطقة بالحضارات المختلفة. كما يتنوع قماش الثوب بين القرى، ويختلف باختلاف الفصول والأعمار؛ فهو في الصيف قماش خفيف على الأغلب؛ أما أزياء الشتاء فتكون أكثر سمكاً.  وثوب الربيع غالباً ما يكون معرقاً للصبايا ومزركشاً بالرسومات والورود؛ أما لكبار السن فيكون من القماش الملون باللون الواحد والذي كثيراً ما يغلب عليه اللون الأسود والألوان الغامقة.

فعند الحديث عن الزي النسائي في الدول العربية نجد في فلسطين مثلاً تنوعاً رهيباً في مسميات الثوب الفلسطيني باختلاف شكله، فهناك الثوب المردن، والثوب المجدلاوي والجلجلي وأبو ميتين، والثوب الشروقي، والمقلم، وثوب التوبيت السبعاوي، والتلحمي والدجاني وثوب الزم والعروق.

أما في السعودية فالثوب كذلك هو القطعة الأساسية في الملابس الخارجية، ويختلف اسمه حسب المنطقة. فنجد الجلابية والدراعة والزبون والسحابي والمتروك والمقبل والمزغون، وتتميز جميعها بأنها فضفاضة

 ويعتبر ثوب النشل النجدي من أشهر وأرقى الملابس النسائية في المملكة، إذ يتميز بقصته الواسعة، وحياكته الرقيقة، ويعتبر القماش ذو اللون الأسود المطرز بالذهبي في السعودية من أرقى الأثواب.

كما تشتهر كذلك المرأة القطرية بثوب النشل، وهو يلبس عادة في المناسبات، ويكون من الحرير أو الشيفون، ومطرز من جميع نواحيه بخيوط ذهبية، وتتنوع ألوانه في قطر بين الأحمر والأخضر والأسود. وتشارك السعودية بمسمى الدراعة عدة دول خليجية خاصة الكويت والعراق، ومع المغرب التي تطلق على بعض أنواع الأثواب اسم دراعة أو دراعية.

أما مسمى جلابية فله انتشار أوسع في دول الخليج، فتكاد جميعها تستخدمه مثل الإمارات والبحرين وقطر وعُمان بالإضافة إلى المملكة العربية السعودية، كما تشاركهم هذا المسمى

 العديد من الدول العربية مثل اليمن ومصر والسودان والجزائر، أما اسم الثوب فله نصيب الأسد من المسميات عبر الدول العربية أجمع فلا يوجد أي دولة عربية لا يوجد فيها من يُطلق على لباس المرأة اسم ثوب. كما يوجد بعض المناطق التي تستخدم لفظ دشداشة للتعبيرعن زي المرأة ومن هذه الدول التي يكثر فيها هذا المسمى العراق وإيران وعُمان. 

وفي العراق يضم زي المرأة؛ الدراعة وهي قميص مفتوح من الأمام يغلق بأزرار، وثوب يطلق عليه العديد من المسميات مثل القباء، والزبون، والعباية، ويمتاز الثوب العراقي بكونه يصل تحت الركبة، ويصنع من الحرير أو الجوخ، ومن أنواع الثوب الأساسية للمرأة العراقية؛ الثوب الهاشمي.

أما في الأردن فيطلق على ثوب المرأة اسم المدرقة خاصة في مناطق الوسط والشمال.

ويمثل الثوب السوداني الزي القومي المميز للمرأة السودانية، ويتم ارتداؤه عن طريق لفه على جسد المرأة. يبقى جزء منه يغطي الرأس. وتحرص المرأة

السودانية على ارتداء فستان أو تنورة وبلوزة تتناسب مع لون الثوب، والحذاء وحقيبة اليد، لتكتمل الأناقة مع الاكسسوارات الأخرى وتهتم المرأة السودانية بالثياب ذات الألوان الزاهية. ترتدي المرأة العاملة الثوب الأبيض الخالص، وأحياناً تتخلله ورود ونقوش ملونة. وقد تجاوز الثوب السوداني الحدود، فهو يحظى بالشعبية في الصومال وجيبوتي أيضاً. 

 وبصورة عامة، فإن الأزياء العربية تزخر برموز ورؤى اجتماعية وثقافية وتاريخية تعود أصولها منذ القدم، وهي تعكس البيئة التي جاء منها الزّي، فمن مناطق المطر والخضرة والساحل يأتي الثوب المزركش الغني بالرسومات والألوان، أما المناطق الجافة والبوادي فتمتاز بالثوب وحيد اللون، المزخرف بالشراشيب والخرز الملون، ومن البساتين والوديان الظليلة يأتي الثوب ذو الألوان الفاتحة، ومن المناطق المكشوفة ذات الإضاءة الشديدة تأتي الأزياء ذات الألوان السوداء والزرقاء، كما أن في أنماط التطريز تكمن معانٍ تاريخية ميثولوجية عريقة، فالدائرة هي الديمومة، والمثلث هو السماء، والشجرة هي الحياة.

وعلى الرغم من اتساع جغرافية الوطن العربي، والاختلاف الظاهري في العادات، فهناك وحدة أصيلة في الأزياء العربية، ومن هنا نجد التشابه مثلاً بين بدو النقب وبدو سيناء والعراق وبدو المغرب، كما نجد في جميع أقطار الوطن العربي تشابهاً في أزياء سكان الجبال والأودية والصحراء، وعدد الأردية التي يلبسها الشخص الواحد، كما تختلف الأزياء من حيث المناسبة التي يتم ارتداء الزي فيها، فزي الأعراس يختلف عن زي الأعياد، والأتراح، وزي الصَّبيَّة يختلف عن زي المرأة المتزوجة، ولكن مهما اختلفت الأزياء العربية ومهما دخل عليها من تحديثات إلا أنها كما سبق وذكرنا تشترك جميعها في الطابع العربي الخاص.